أسرار الرضا الجنسي: نصائح لتحقيق السعادة الزوجية



 يعتبر الرضا الجنسي أحد أساسيات الحياة الزوجية السعيدة والناجحة، فعندما يكون موجودًا بين الزوجين، يزداد التواصل والانسجام بينهما وتتعزز السعادة والرغبة في بناء علاقة زوجية قوية.

في هذا المقال، سنتناول أسرار الرضا الجنسي ونقدم نصائح لتحقيق السعادة الزوجية ونبيّن العلاقة بين هذين العاملين في لعيش ز. كما يمكنكواج ناجح ومثاليّ الإطّلاع على حقائق غريبة عن جسمك بعد الزواج .

الكشف عن أسرار الرضا في العلاقة الحميمة

تختلف درجات الرضا عن العلاقة الجنسية بين الزوجين بحسب اختلاف الأشخاص والرغبات التي يريدون تحقيقها، ولكن هناك بعض الأسرار التي سنكشف عنها لك والتي غالبًا ما ستنجح في معظم العلاقات الحميمة مما سينعكس بكل إيجابي على العلاقة الزوجيّة. ومن أبرز هذه الأسرار

  1. التواصل: يعزز التواصل الجيد بين الزوجين الثقة والشفافية في العلاقة، مما يساعد على تحقيق الرضا الجنسي.
  2. المداعبة: تعتبر المداعبة التي تسبق عملية الجماع أهم خطوة لتهيئة الأجواء للعلاقة الجيدة، وبخاصة عند النساء.
  3. كسر الروتين: يساعد تجديد العلاقة الحميمة والخروج عن النمطية على تجديد الشغف والحب بين الزوجين.
  4. الاحترام والثقة: بناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والثقة مما يؤدّي إلى تعزيز الرضا الجنسي ويساعد على تحقيق السعادة الزوجية. وهنا قد يفيدك التفكير بأسئلة لا تخجلي من طرحها على زوجك حول علاقتكما الجنسية.

نصائح لتحقيق السعادة الزوجية

إنّ تحقيق الرضا الجنسيّ هو من أهمّ العناصر لنجاح العلاقة الزوجيّة، ولكن ذلك ليس كافيًا، إذ يجب أن تتّبعا نصائح مهمّة لتعزيز ذلك، وفي ما يلي أبرزها:

  1. التغافل من أجل إبقاء الود: إنّ التغاضي عن الخطأ ونشر ثقافة التسامح بين الزوجين يعزز السعادة الزوجية.
  2. لغة الحوار: يساعد الحوار البناء والاستماع للشريك على تعزيز الثقة والتفاهم بين الزوجين.
  3. تبادل الهدايا والمفاجآت: يعزز تقديم الهدايا والمفاجآت الحب والاهتمام بين الزوجين.
  4. الذهاب في الإجازة: يساعد الذهاب بإجازة مع الشريك على تجديد العلاقة وتعزيز السعادة الزوجية.

تذكري أن العمل على تحقيق الرضا الجنسي والسعادة الزوجية يتطلب جهدًا مشتركًا من الزوجين والتواصل الجيد والثقة المتبادلة. استمتعوا بحياتكم الزوجية وابنوا علاقة قوية وسعيدة. قد يهمّك الحصول على جواب لسؤال كم مرة يستطيع الرجل أن يمارس العلاقة الحميمة في الليلة الواحدة؟



اعترافات فتيات مثليات الجنس في جامعة خاصة .. انتشر فى عربياً بسرعة لماذا



 قضية شائكة لا يتحدث عنها المجتمع العربى بصراحة أبدًا، هى قضية الشذوذ الجنسى أو السحاق لدى الفتيات. لن تجد أى إحصاءات رسمية تفيدك فى رسم صورة علمية لهذه الظاهرة، ولن تجد أى بيانات دقيقة أو اعترافات حقيقية تفسر لك أسباب تفشى هذا السلوك الشاذ، رغم أن أولى خطوات حل أى مشكلة هى التصدى لها بالتحليل والرصد.


تزايد أعداد الفتيات السحاقيات، وظهورهن إلى العلن بوضوح فى بعض وسائل الإعلام، عكس الماضى الذى كانت فيه هذه الممارسات تتم فى قمة السرية، دفعنا للجوء إلى مصادرنا محاولين فهم كيف تسقط الفتاة فى شباك فتاة مثلها، وهل من الممكن علاج الفتاة الشاذة لتعود سوية مرة أخرى؟


حكايات فتيات بالجامعة الخاصة:

هبة ف. طالبة بكلية الإعلام ، روت لنا تفاصيل ما يتم بين فتيات الجامعة بعيدًا عن عيون الأهل أو رقابة الأساتذة، فقال إنها تعرفت فور انضمامها للجامعة على فتاة تدعى ميار، طالبة بالفرقة الرابعة بنفس كليتها، وتدرس فى الجامعة منذ ما يزيد على 6 سنوات لأنها ترسب باستمرار.

مع الوقت عرفت هبة أن ميار من الشخصيات التى يثار حولها الكثير من علامات الاستفهام، بسبب ملابسها المثيرة، وضبطها مع فتيات أخريات أكثر من مرة بحمام البنات، حتى وصل الأمر إلى شكوى بعض الطالبات من أنها تداعبهم فى أماكن حساسة من الجسد، مما دفع إدارة الجامعة لفصلها عدة مرات، لكنها كانت تعود دائما بسبب علاقاتها الاجتماعية النافذة والمصاريف السنوية الكثيرة التى تدفعها.

عندما وصفت لنا هبة صديقتها غريبة الأطوار قالت إنها جميلة، لكن ملابسها لم تكن تناسب الجامعة، وكانت دائمًا ما ترسم وشم على كتفها وتلبس جيب قصيرة وبلوزة تربطها فوق بطنها، ورغم جاذبيتها الكبيرة فهى لم تكن تتحدث مع الشباب، بل كانت تتشاجر مع من يحاول التقرب إليها منهم، وعندما سألتها ذات يوم عن سبب هذا التنافر بينها وبين الشباب، قالت إن ولدها جعلها تكره الرجال بسبب قسوته فى التعامل معها وخيانته لأمها دومًا، لذلك كانت تكره الرجال سواء الطلبة أو الأساتذة.


وكشفت لنا هبة عن محاولة ميار الاعتداء جنسيًا على طالبة جديدة، حيث قامت بالتعرف على فتاة فى الفرقة الأولى تدعى إسراء، وبعد فترة دعتها إلى منزلها بحجة المذاكرة، حيث إن ميار تعيش وحدها فى شقة فخمة بمدينة 6 أكتوبر، وتقول هبة إن الغريب هو انقطاع إسراء الطالبة الجديدة عن الجامعة تمامًا بعد هذه الزيارة، ولم تعد تحضر المحاضرات أو تلتزم بالامتحانات الدورية.

استطاعت هبة أن ترتب لنا زيارة لمنزل إسراء، والتقينا بها هناك فوجدناها قد قررت التحويل من الكلية نهائيًا، وطالبتنا بعدم نشر اسمها كاملًا، وقالت إنها لا تهتم بشىء فى حياتها غير المذكرة والدراسة، وكانت تخشى دومًا من صعوبات المرحلة الجامعية، وبدموع مترقرقة قالت إنها عندما ذهبت لمنزل ميار كان هدفها هو التحصيل فقط، لكن ميار كان لها أهداف أخرى، فبعد نصف ساعة من المذاكرة ظلت تلح صاحبة المنزل تلح عليها أن تخلع ملابس الخروج وترتدى شيئًا مريحًا من دولابها.

تقول إسراء إنها رفضت هذا العرض فى البداية، لكن عقب الإلحاح الشديد قامت بنزع ملابسها، وقبل أن ترتدى أى شىء فوجئت بميار تلتقط لها صورًا بحجة أن جسدها يشبه «الموديلز» المحترفات، وتضيف إسراء: «لم أتشكك فيها لحظة، وظلت بملابسى الداخلية حتى نجلس على راحتنا كما تقول، ثم ذهبنا إلى المطبخ لعمل بعض الطعام، وأثناء وقوفنا بالمطبخ فوجئت بميار تقف خلفى وتبدأ فى التحرش بى، وعندما حاولت منعها تمادت فيما تفعله».



ويتهدج صوت الفتاة وهى تكمل: «دفعتها عنى بصعوبة وجريت محاولة ارتداء ملابسى ومغادرة المنزل، لكنها ركضت خلفى وقالت إن صورى شبه العارية لديها، وإننى لو غادرت ستوزعها من الغد على كل شباب الجامعة.. حينها أسقط فى يدى وشعرت بالدنيا تنهار من حولى.. سمعتى كانت ستضيع وسأصبح الحلم الجنسى لآلاف من طلبة الجامعة، وظللت أبكى لأننى شعرت أننى بأكبر ورطة بحياتى».

إسراء قالت إن ميار بدأت فى إقناعها بأن العلاقة السحاقية بين الفتيات لا ضرر منها، لأنها لا تمس العذرية، وأن ممارسة الجنس معها سينقذها من الفضيحة طوال العمر، وتحت هذا التهديد رضخت إسراء وسلمت لها نفسها.

أيضا تعرفنا عن طريق هبة على فتاة تدعى نسرين. س، وهى عاملة نظافة تعمل بالجامعة منذ ما يقرب من عامين، هى متزوجة، لكن زوجها تركها وسافر إلى الخليج ولا يأتى إلا مرة كل سنة.

نسرين أيضًا كانت من ضحايا ميار، فقد كانت تذهب أحيانا إلى منازل الفتيات الطالبات بالجامعة لتقوم بتنظيفها مقابل المال، وعندما عرضت عليها ميار أن تنظف منزلها وافقت، مضيفة: «رغم أن سمعتها بالجامعة سيئة إلا أننى وافقت لأننى أحتاج إلى المال، ذهبت ثلاث مرات إلى منزلها ولم تقم بفعل شىء معى، لكنها عندما عرفت أن زوجى مسافر لفترة طويلة بدأ سلوكها يتغير، وقامت فى إحدى المرات بأخذى إلى غرفتها وقامت بالتحرش بى، مدعية أنها ستقوم بتعويضى جنسيًا عن الحرمان الذى تركه زوجى عقب سفره، فاضطررت للاستسلام لها حتى لا تنقطع الأموال التى ترسلها لى».



تواصلنا مع الدكتورة منال زكريا، أستاذ علم النفس والاجتماع ، التى قالت إن ازدياد حجم هذه الظاهرة سببه الانهيار الذى أصاب النظام الأخلاقى لدى المصريين، معتبرة أن هذه المشكلة تواجه الجنسين الذكور والإناث، مرجعة ذلك إلى غياب دور الأسرة، والانتفاح الزائد على وسائل إعلام من سن مبكرة، معتبرة أن مشاهدة التليفزيون يجب أن تتم تحت إشراف الأسرة حتى سن متقدمة.

أيضا ألقت د. منال زكريا بالمسئولية على غياب الخطاب الدينى الواعى القادر على إقناع عقول الشباب، فى ظل فشل رجال الدين الحاليين فى التعامل مع هذه الأمراض والظواهر و الغريبة.

هل صديقتي تعاني من الشذوذ الجنسي؟ سؤال وجواب



 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أرجو من أ. عائشة الحكمي الإجابة على تساؤلاتي إن أمكن لها ذلك،
أَودُّ إخباركم بقصتي باختصار: تعرَّفت إلى صديقة منذ زمن طويل، منذ دراستي بالمرحلة الثانوية قبل 8 أعوام، قد يظنُّ القارئ أن تلك المدةَ كافية لمعرفة شخصية الفرد، ومدى حدود علاقتك معه، لكن وضعي معها مختلف؛ ففي البداية سأخبركم بشخصيتي: أنا إنسانة اجتماعية، ومنطلقة، ومرحة، وصريحة إلى درجة كبيرة، وغالبًا ما أثير انتباهَ مَن حولي؛ بسبب شخصيتي تلك، وكثيرًا ما أُوصف بالغموض في الجانب العاطفي.

وفي المقابل: صديقتي إنسانة هادئة جدًّا، انطوائية، لا تحب التجمعات والأجواء الصاخبة، عاطفية إلى درجة كبيرة.

مع تناقض هاتين الشخصيتين اجتمعنا في دور الصداقة، والتي قضينا فيها أيامًا لا تُنسى؛ إلا أني بدأتُ أكتشف جانبَ الغموض من شخصيتها، وبدأت ألاحظ غيرتَها الشديدة عليَّ، والتي بدأتْ تزداد يومًا بعد يوم، وأحيانًا تعاملني معاملة العاشق للمعشوق، وبصراحة هذا لم يكن يقلقني كثيرًا؛ لأن هذا ما اعتدتُ عليه في مجتمع البنات هذه الأيام.

تمر بنا أيام نتشاجر ولأسباب تافهة، تثيرُها هي بدافع الغيرة والحب، أو لأسباب تقلُّبات في المزاج تعانيه، وقد تعاملني كأني عشيقتها، وهناك أيام نقضيها بسلام تحمل جوَّ الصداقة العادي، ولكن أكثر ما كان يقلقني عندما تُثار غريزتُها الجنسية في بعض الأحيان، وكانت تحاول أن تشبعها عن طريقي، وأنا بطبيعة الحال أتجنَّبها، وأتجاهل طلبها، أو بالرفض الصريح في بعض الأحيان، ولكن ذلك لم يُجدِ نفعًا.

لا أستطيع أن أحكم عليها بأنها إنسانة "مِثْلية"؛ لأنها في أوقات أخرى لا تتقبل هذا الموضوع عندما تسمعه من الغير، لم أفهم هذا التناقضَ الكبير في كل النواحي من شخصيتها الغامضة، وفي الوقت نفسه أحيانًا أفسر تصرُّفَها - كما يقولون - أنها تمشي وراء التيار، ما أقصده هو تيار الانحراف في جامعاتنا اليوم، حيث إنها تدرس في جامعة غير التي أدرس فيها.

كثيرًا من الأحيان أشعر بالأسى لحالها؛ فقد تطلب مني أن أشبعها عاطفيًّا، وأُشعِرها بالحنان، وأن أقوم بحضنها، وأنا بدوري أستخدم أسلوبي الهزلي السخيف؛ لأتهرب من الموضوع، بالرغم من أنني أعلم مدى حساسية هذا الموضوع، ومدى أهميته بالنسبة لها، ولكني أتجاهلها.

قد يكون تجاهلي لأسباب غريبة بعض الشيء، أنا في الحقيقة أخجل من ذلك، والأغرب من هذا: أنا أصلاً لا أجيد فن العناق العاطفي، وكثيرًا ما أشتاق لذلك منها، ولكني لا أتجرَّأ أن أطلب منها ذلك.

وبالرغم مما أعانيه، إلا أنني لا أنكر حبي الشديد لها، وقد يصل إلى ما يسمِّيه البعض عشقًا، ولكني بحكم غموض عاطفتي لا أُظهر هذا الشعور إلا نادرًا، وبطريقة هزلية، ولا أنكر أن وجودها بجانبي يدعمني نفسيًّا ومعنويًّا وعاطفيًّا، بل وبالعكس أنا إنسانة متفوقة - والحمد لله - ولم تؤثِّر صداقتي بها سلبًا، إلا أنه في بعض الأحيان يراودني إحساسٌ أخجل من التحدث به، أو تذكُّره حتى مع نفسي، كلُّ ما كانت تطلبه مني أتخيَّله في بعض الأحيان وهو يحدث بيننا، حتى بدأت أشك في أنني أعاني الشذوذ الجنسي، فهل هذا صحيح؟! 

وفي إحدى تلك السنوات حدثتْ مشكلة بيننا لأسباب غير واضحة المعالم، ومنها تصرُّفاتها الغريبة في تناقض مشاعرها، وبذلك استخدمتُها كخطوة للابتعاد عنها؛ بدافع فكرة الابتعاد عن الرُّفقة السيئة؛ اعتقادًا مني بأني كنت مخطئة في اختياري لها صديقة لي، وانقطعنا مدةَ سنة دراسية كاملة، وحاولت طوال تلك الفترة نسيانَها، ونسيان الأيام الحلوة التي جمعتنا، وكانت أسوأ سنة في حياتي، كنتُ أشتاق إليها لحد الجنون، وأفتقدها كثيرًا، وافتقدت حنانها، ولمسة يديها الدافئتين اللتين طالما تُشعِراني بالأمان، ولكني حاولت تجاهل شعوري، ولازمت كبريائي طويلاً؛ بسبب ما كانت تحدثه من مشاكل، والذي كان سببُه الرئيس - على ما أعتقد - تناقُضَ شخصياتنا؛ مما أدَّى إلى صعوبة فهم المرء للآخر، وسوء التفاهم الذي يدب بيننا، ففي أي جدال أو نقاش يدور بيننا ينتهي بالفشل؛ لأنه ليس هناك لغة للحوار بيننا بحيث يفهم بعضنا بعضًا جيدًا.

وبعد أن عانيت كثيرًا بسبب شوقي لها، استخرت الله في أن يساندني في حيرتي: هل كانت صداقتي بها خيرًا لي أو لا؟ وشاء الله واجتمعنا مرة أخرى، وبشوق كبير من الطرفين، فعلمتُ أن الله سخر لي فيما هو خير لي، وبعد 5 خمسة أعوام على اجتماعنا، لا أود أن أخسرها مرة أخرى، ولا أود الهروب من مشكلة تصرُّفاتها المشبوهة تجاهي، والتي لا أستطيع السيطرة عليها.

أنا لا أودُّ توجيه نصيحة مباشرة لها؛ لأن ذلك لم يُجدِ نفعًا، ولكني أتمنى أن تساعدوني في استخدام سياسة حكيمة بأسلوب غير مباشر، لأوضح لها مدى خطورة الموضوع.

وأنا أيضًا أريد حلاًّ لأسلوبها المتقلِّب الغريب، والذي لم أستطع التعود عليه حتى الآن، فهي في بعض الأحيان تصبح عاطفية لدرجة يصعب التعامل معها، وكثيرًا ما تلومني بسبب إهمالي لها على حد قولها، وبعض الأيام الأخرى تصاب - كما يقال - ببرود عاطفي، وتصاب بجفاف قاتل، يصيبني بالإحباط، قد يصل إلى أن تقوم بمقاطعتي مدة طويلة لأسباب مجهولة، في كل مرة أعذرها من دون تفسير مسبق من قِبَلها، وأقول: إن الدنيا مشاغل، ولكني أتفاجأ في المقابل بعتابها الشديد لي، لا أعلم كيف تفسِّرون حالتي ووضعي معها، وبماذا تنصحونني؟
شكرًا.

الجواب:

أختي العزيزة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أهلاً وسهلاً بكِ أختًا عزيزة، وشكرًا جزيلاً لثقتكِ الغالية، أرجو أن يتَّسع صدرُكِ لكلامي؛ فقد طلبتِ مشورتي، والمستشار مؤتمن.

أبدأ بسؤالكِ: هل تعاني صديقتي الشذوذ الجنسي؟
أول وهلة، مرَّ في خاطري أنَّ هذه التصرفات علامة من علامات الشذوذ الجنسي؛ لكن - وأُشهِد الله أني حين أردتُ أن أكتبها لكِ - طافت هذه الآية على خاطري: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 23]، فاستغفرتُ الله أن أكون من هؤلاء. 

فاعذريني رجاءً؛ فأنا لا أستطيع الحكم على صديقتك، مهما وصفتِ لي وأسهبتِ في الوصف؛ فأنتِ في الواقع تصفين شعورَكِ تجاهها وتجاه ما تشعرين به حيال تصرفاتها المشبوهة معكِ، وليس حقيقة شعورها تجاهكِ، ولكي أحكم عليها؛ يجب أن أستمع إليها وأقرأ لها، وما دامتْ أنها لم ولن تكتب لنا، فعلينا الحكم عليها بما تشعر به، وهو استهجانها للشذوذ وعدم تقبُّلها له: "في أوقات أخرى لا تتقبل هذا الموضوع عندما تسمعه من الغير"، وهذا ما يميل إليه قلبي حقيقةً؛ إذ ما أكثرَ الفتياتِ اللاتي يتصرفْنَ مثلها! ليس من باب الشذوذ، بقدر ما هو تعبير بأسلوب خاطئ عن احتياج عاطفي عاصف؛ نتيجة للتربية البيئية المبنية على الحرمان العاطفي منذ الطفولة.

على أية حال، دعيني أشرح لكِ حدود الشذوذ والسواء في العلاقات الإنسانية؛ لتوضيح المسألة:
تكون العلاقة بين الجنسين (الرجل والمرأة) سويةً في وجود الشهوة؛ قال - تعالى -: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران: 14]، فالشهوةُ هي التي تحرِّك الدافعَ الغريزي الذي ركَّبه الله في الإنسان؛ حفظًا للنوع، وتحقيقًا لحكمة الاستخلاف في الأرض، وتصبح هذه العلاقة شاذةً، إذا ادَّعى أو شعر أحدُهما أن العلاقة تفتقر إلى هذا العامل، كما هو الحال فيمن يدعي براءة الصداقات بين الجنسين؛ زعمًا أن الشهوة غير موجودة في مثل هذه العلاقات التي حرَّمها الشارع الحكيم؛ قال - تعالى - في وصف النساء المؤمنات المحصنات: {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} [النساء: 25]، وقال في وصف الرجال المؤمنين المحصنين: {مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} [المائدة: 5]، والمقصود بالأخدان في الآيتين: الأصدقاء والصديقات. 

في حين تكون العلاقة بين اثنين من جنسٍ واحد (امرأة وامرأة، أو رجل ورجل) سويةً في غياب الشهوة، وشاذةً بتحركها؛ قال - تعالى -: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [الأعراف: 80 - 82]، فهل لكِ أن تخبريني أنتِ ماهو مفهومكِ للشذوذ الجنسي؟!

هل هذا هو جوابك على تساؤلي: "تطلب مني أن أشبعها عاطفيًّا، وأُشعِرها بالحنان، وأن أقوم بحضنها"؟ هل أفهم من كلماتك أن كلَّ عناق بين اثنين - رجلين أو امرأتين - لديكِ، هو مؤشر على شذوذ جنسي؟

لكن ما ترفضينه وتعتبرينه شذوذًا - يا عزيزتي - هو ما تحتاجين إليه أنتِ أيضا! فها أنتِ تقولين: "الأغرب من هذا: أني أصلاً لا أجيد فن العناق العاطفي، وكثيرًا ما أشتاق لذلك منها، ولكني لا أتجرأ أن أطلب منها ذلك"، ولماذا لا تطلبين ذلك؟ "أنا في الحقيقة أخجل من ذلك"، تخجلين - يا أختي - لسبب يسيرٍ جدًّا، هو أنكِ لم تعتادي عليه في بيت أهلكِ، ولو اعتدتِ عليه لما شعرتِ بأن في الأمر شذوذًا، فالاحتياجُ العاطفي احتياجٌ طبيعي، وخصوصًا لدى المرأة، لكن الأهل يقصرون كثيرًا مع بناتهن في إشباع تلك العواطف المتأجِّجة في صغرهنَّ، فما تنفكُّ تلك العاطفة تلحُّ وتتقد، حتى تحترق في كِبَرهنَّ.

ومع هذا، يبقى للعناق والتقبيل آدابُهما بين الأصدقاء والإخوان والأخلاء؛ فعن أنس - رضي الله عنه - قال: "كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا تلاقَوْا تصافَحُوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا"؛ حسنه الألباني.

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رجل: "يا رسول الله، الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه، أينحني له؟"، قال: ((لا))، قال: "أفيَلْتَزِمُه ويقبِّلُه؟"، قال: ((لا))، قال: "أفيأخذ بيده ويصافحه؟"، قال: ((نعم))؛ والحديث حسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي".

النقطة المهمة في المعانقة، سواء أكانت بعد سفر، أم غياب قصير، أم حتى بدافع الشوق والحنين، ألاَّ تكون مؤديةً إلى تحريك الشهوة، وربما كان ذلك هو ما تجدينه من صديقتك وتشعرين به، أليس كذلك؟!

تقولين: "أكثر ما كان يقلقني عندما تُثار غريزتها الجنسية في بعض الأحيان، وكانت تحاول أن تشبعها عن طريقي"، فكيف عرفتِ أنها في حالة استثارة؟ هل أخبرتكِ بنفسها؟ أم هو إحساسكِ فقط؟ ثم تقولين: "وأنا بطبيعة الحال أتجنبها، وأتجاهل طلبها، أو بالرفض الصريح في بعض الأحيان"، وقولك أيضًا: "كل ما كانت تطلبه مني أتخيله في بعض الأحيان وهو يحدث بيننا، حتى بدأت أشك في أنني أعاني الشذوذ الجنسي"، وأنا أسألكِ: أيُّ طلبٍ هذا الذي تتجاهلينه بالرفض الصريح؟ هل تدركين معنى هذا الكلام الذي تكتبينه؟!

أحتاج منكِ إلى شرح مفصل لتلك العبارات؛ ولهذا سأتوقف عن التعليق عليها، حتى تعاودي الكتابة مرة أخرى، إنما ثقي - يا عزيزتي - أني أشعر بكِ تمامًا، وأتفهم مشاعرك حين تعانقك، فأنتِ تبقين امرأةً، والمرأةُ إنسان، والإنسان كتلة من المشاعر والأعصاب التي يسهل استثارتها، إن لم يتجنب محركات الشهوات، داخليًّا بالتفكير فيها، أو خارجيًّا بتأثر الحواس بما يُرى ويُسمَع ويُحَس.

بالنسبة لتفسير التوتر الحاصل في علاقتكما، والتناقضات الكثيرة، والتقلبات المزاجية بين موجة هادئة وموجة غاضبة، فلِمدرسة التحليل النفسي رأيٌ هنا، وهو (أن كل حب يُخفي وراءه كراهيةً في اللاشعور)!

ابن حزم يكاد يتَّفق مع مدرسة التحليل في هذا الرأي؛ لكنه يصوغه بصورة ألطفَ، وأكثر إقناعًا، حين قال: "إذا تأكَّدتِ المحبةُ بين المحبين تأكُّدًا شديدًا، كثُر تضادُّهما في القول تعمدًا، وخروج بعضهما على بعض في كل يسيرٍ من الأمور، وتتبع كلٌّ منهما لغلطة تقع مع صاحبه، وتأويلها على غير معناها".

ما رأيك؟ ألا تتفقين مع ابن حزم - رحمه الله؟ لقد أعطانا العذر لنصبر على أحبَّتنا الذين طالما عذَّبونا بتصرفاتهم.

أما تقلُّباتها المزاجية، فربما صادفتْ تلك التقلبات الأيامَ المزاجية الصعبة قبيل الطمث من كل شهر، أو ربما كانت صديقتك هذه مريضة نفسيًّا، وبحاجة إلى جلسات نفسية، أو أنَّ لديها ظروفًا ومشكلاتٍ عائليةً تؤثِّر في استقرارها العاطفي والنفسي، لكن مهلاً، ألستِ صديقتَها؟ كيف لا تعرفين شيئًا عن صديقتك؟ يبدو لي أنكما لم تذوقا بعدُ طعمَ الصداقةِ الحقيقيَّ.

انجذابكما لبعضكما برغم اختلاف شخصياتكما، ليس فيه غرابة، هذا يحدث كثيرًا بين الناس، والقاعدة الفيزيائية التي تقول: "الأقطاب المغناطيسية المتماثلة تتنافر، والأقطاب المغناطيسية المختلفة تتجاذب"، تنطبق أيضًا على البشر.

تقولين: "لا أنكر حبي الشديد لها، وقد يصل إلى ما يسميه البعض عشقًا"! وعلى أن العشق لغةً هو فرط المحبة، لكنه كاسم من أسماء المحبة - كما يقول ابن قيم الجوزية في "روضة المحبين" -: "أمرُّ هذه الأسماء وأخبثُها، وقلَّ ما ولعت به العرب، وكأنهم ستروا اسمه، وكنوا عنه بهذه الأسماء، فلم يكادوا يُفصحون به، ولا تكاد تجده في شعرهم القديم، وإنما أولع به المتأخرون، ولم يقع هذا اللفظ في القرآن، ولا في السُّنة".

ولهذا أفضِّل أن تسمي ما بينكما بـ(خُلَّة الإسلام)؛ فعن ابن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مَرَضِه الذي مات فيه، عاصبًا رأسَه بخرقة، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((إنه ليس من الناس أحدٌ أمنَّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنتُ متخذًا من الناس خليلاً، لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدُّوا عني كل خوخة في هذا المسجد، غير خوخة أبي بكر))؛ رواه البخاري.

من المهم أن تتذكَّري أن التقوى في أي علاقة هي الأساس الصحيح لدوامها في الدنيا والآخرة، وإلا انقلبتْ تلك الخُلةُ عداوةً في الآخرة؛ كما قال - تعالى -: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]، ذكر الثعلبي - رحمه الله - في هذه الآية قوله: "كان خليلان مؤمنان، وخليلان كافران، فمات أحد المؤمنين، فقال: يا رب، إن فلانًا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، وكان يأمرني بالخير وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك، يا رب فلا تضلَّه بعدي، واهدِه كما هديتني، وأكرِمْه كما أكرمتني، فإذا مات خليلُه المؤمن، جمع الله بينهما، فيقول الله - تعالى -: ليُثنِ كلُّ واحدٍ منكما على صاحبه، فيقول: يا رب، إنه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك، فيقول الله - تعالى -: نِعْم الخليلُ، ونعم الأخ، ونعم الصاحب كان.

قال: ويموت أحد الكافرين، فيقول: يا رب، إن فلانًا كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير، ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك يا رب ألا تهديَه بعدي، وأن تضله كما أضللتني، وأن تهينه كما أهنتني، فإذا مات خليله الكافر، قال الله - تعالى - لهما: ليُثنِ كل واحد منكما على صاحبه، فيقول: يا رب، إنه كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير، ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك أن تضاعف عليه العذاب، فيقول الله - تعالى -: بئس الصاحبُ والأخ والخليل كنت، فيلعن كل واحد منهما صاحبه".

فكوني أنتِ وصديقتك كحال الخليلين المؤمنين؛ لتجتمعا في الدنيا والآخرة، وإن كنتُ في الواقع -والمعذرة إذ أقول ذلك - لم أتلمس بين سطورك وجودَ صداقة حقيقية بينكما! على الأقل بمفهومي الشخصي للصداقة، فما يربطك بصديقتك مقتصر على العواطف والمشاعر، وما فيها من حب وغَيرة، وشوق ولهفة، وهذه أمور متقلبة، تزيد وتنقص، تثور وتهدأ، أما الثوابت الحقيقية في الصداقة، فهي تقريبًا شبه معدومة في كلماتك.

ما دمتما صديقتين، فالمفترض أن العلاقة بينكما أكثرُ شفافية ووضوحًا من ذلك، وأكثر رقيًّا ونقاء، وإن كان الحب بينكما حقيقيًّا، وفي الله، فلن تهزَّه النصيحةُ، وإن جاءت صريحة، فهذا دَيْدَن الأصدقاء.

الحب في الله يقرِّبنا من الله ولا يبعدنا عنه، يغلِّب رضا الله وخشيته على كل الحساسيات والعواطف التي تخشينها، والتي ستهدأ يومًا ما، حين تُشبَع بطريقة صحيحة بعد زواج كل منكما - إن شاء الله تعالى.

الغريب في الأمر أنكِ تصفين نفسك بأنكِ صريحة إلى درجة كبيرة، فأين ذهبتْ تلك الصراحة مع صديقتك؟! أم أن الصراحة هي الأخرى تأخذ معنى آخر لديكِ غير معناها الذي أعرفه؟!

كوني صريحةً وواضحة مع نفسك، قبل أن تكوني صريحة مع الآخرين، واستعملي أسلوب الكتابة بالرسائل؛ فهو مناسب جدًّا لشخصية صديقتك، اكتُبي لها، ولكن ليس في صورة اتِّهام وتشكيك فيها؛ بل عبِّري فقط عن حقيقة شعورك حين تعانقك، ومدى تأثير ذلك عليكِ، وعلى نفسيتك وأعصابك، أخبريها أنكِ تخشين الله، ولا تريدين إغضابه بالفرح والاستمتاع بشيء ليس لكِ فيه أي حق، فإن كانت إنسانة عاقلة وتقيَّة وتخاف الله - تعالى - فستتفهم ذلك، وتقف معك على حدود الله، فلا تتجاوزها، أما إن غضبتْ، فاتركيها لشيطانها؛ فهي من يفترض أن يستعيذ منه، واتركيها لله؛ صيانةً لمشاعرك ودينك.

غدًا - إن شاء الله - ستتزوجين، وتشبعين كلَّ عواطفك ورغباتك بما تؤجرين عليه، لا بما تأثمين بسببه، فلا تقدِّمي رضاها على رضا الله، ولا حبَّها على حبِّ ربك، وتذكَّري أن مَن ترك شيئًا لله، عوَّضه الله خيرًا منه.

كيف تتعاملين معها؟
بالحوار والمصارحة؛ إذ ليس أفضل من الحوار الرزين، في جلسة هادئة تلتقي فيها القلوب والعقول، وتحضرها الملائكة لا الشياطين.

سجِّلي في ذاكرتك في صورة نقاط حمراء وخضراء، كلَّ الأمور والتصرفات التي تضايقك، والأمور التي تسعدك منها، واطلبي منها أن تفعل معكِ الشيء ذاته، وتناقشَا حول هذه الأمور بهدوء وعقلانية، ثم اتَّفقا على خطة مصالحة عاطفية، وحافِظا على أكبر قدر من الوعود المقطوعة بينكما.

لا تتوقَّفي معها عند الزلات الصغيرة، ولا تهدري طاقاتِكِ في البحث عن نقاط الاختلافات بينكما، ولا تجعلي حياتك - على سعتها - موقوفةً على سلم الحب والتعلُّق المَرَضيِّ؛ فالحياةُ - يا أختي - أكبر من ذلك بكثير، تصرَّفا بنضجٍ أكبر؛ فلقد تجاوزتما مرحلة المراهقة، أليس كذلك؟!

قصة فتاة وقعت في حب صديقتها


 

السؤال:

  ملخص السؤال:

فتاة بينها وبين صديقتها حبٌّ شديد، وصديقتُها تبكي بكاء شديدًا مِن أجل هذا الحب، وتسأل الفتاة: ماذا أفعل؟

 

تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبةٌ جامعيَّةٌ محافِظَةٌ ولله الحمد، ومِن بيئةٍ صالحةٍ، تربَّيْتُ على حُسن الشمائل والفضائل.


الصداقاتُ عندي لا تتعدَّى منحى اللامعقول، بل في حدودِ الإخلاص والحبِّ والتعاوُن، وأحبُّ زرع بذرةٍ في كل صديقةٍ أُصادِقها.


لديَّ زميلةٌ كانتْ معي في كليتي، ولَم أكنْ أُعيرها اهتمامًا، ثم تعرَّفتُ إليها وقَرُب كلٌّ منا مِن الآخر، فأعجبتُ بها من ناحية الثقافة، وأحسستُ أنها تريدُ التقرُّب مني، فلقيتُ منها إقبالاً وعاهدتُها، وكنا بين الفينةِ والأخرى نتعاهَد على الخير.


تغيَّرتْ صديقتي للأفضل، وصارتْ أفضلَ مني، وحصَل بيننا تقارُبٌ شديد في كلِّ شيء، وأحيانًا تلمس يدي، ولم أرتحْ لهذا الشيءِ إطلاقًا، وخفتُ أن أصارحها بحجَّة أني (أوسوس)!


أحسستُ بالذنب، وخفتُ مِن ربي، ولا أعلم ما العمَل؟ لا أخفيكم أني أحبُّها حبًّا شديدًا لَم يظهرْ لشخصٍ آخر!


أخبرتْني منذ مدة أنها تُحبني، وظلتْ تبكي بكاءً شديدًا على حبِّي، ثم أخبرتْني أنها تصوم ليزيل الله عنها هذا الحب، لم أعرف كيف أردّ! أصبحتُ شاردة الذهن، وتعبتُ نفسيًّا.


أخبروني بما أنا فيه وماذا أفعل؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلا يَخفى على مِثْلك أيتها الابنةُ الكريمة أنَّ الاعتدال في المشاعر تُجاه الآخرين نجاةٌ وحصنٌ حصين من الانحراف عن جادَّة الصواب، أما ترْكُ النفس لنَزَقها والاحتكام للقلب والهوى فمزلّة أقدام، ومُغامرة بالدِّين، ومع الأسف الإنسانُ يعلم متى تبدأ تلك الأزمة، ولكنه لا يعلم إلا اللهُ وحده متى تنتهي، ولا كيف تكون النتيجة!


تبدأ العلاقةُ بالإعجاب، ثم تتطوَّر وتصير عِشقًا، حتى لا تستطيعَ التخلِّي عن رُؤية حبيبتها، إن لم تتمكنْ فبِسماع صوتها، أو رُؤية صورتها، فالحبُّ بينهما يصل لشغاف القلب، حتى لا ترى في الدُّنيا غيرها، وتنتهي هذه العلاقةُ حتمًا بالوقوع في الحرام، وما جلوسُ فتاتك بجوارك ولمس يدك وخفقان قلبك إلا خطوة أوليَّةٌ على الطريق، إلا أن تقطعي الطريق على نفسك، وتكفِّي عن التفكير القلبي وتحكِّمي العقل، فتنجي بنفسك وبصديقتك، فالحبُّ العقلي هو الذي ينجِّي في الدنيا والآخرة.


وإن العجَب ليطول مِن تجاوُز بعض الفتيات لحدِّ الاعتِدال في الحب؛ حتى يصبحَ شاغلاً لفكرهنَّ، ومسيطرًا على الخاطر، حتى يوقعَ الفتيات في العِشْقِ المحرَّم، وحتى إن لم يصلْ إلى حدِّ الوقوع في السحاق الملعون، فهو أيضًا انحرافٌ عن الفطرة السليمة، وحجبٌ للقلب عن الله تعالى؛ ومَن تسترسل ولم تلجم النفس عن غيِّها فستقع لا محالة في الحرام!


أمَّا سبيلُ النَّجاة والرشاد مِن تلك الهاوية السحيقة فسأُلخِّصه لك في نقاطٍ؛ كي يسهلَ تدبُّرها والعمل بها:

• الأولى: قطع التفكير في تلك الفتاة، والإقبال على الله بالطاعة والأعمال الصالحة، مع كثرة الذِّكْر والاستغفار والدعاء: أن يصرفَ الله عنكما السوء والفَحْشاء؛ قال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [هود: 114، 115]، وقال: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].


ثانيًا: مُجاهَدة النفس والعمل على دافع الوساوس الشيطانية، وشغْل النفس دائمًا بما يَنفعها، والكف عنْ مُعانقة صديقتك، أو ضمها وتقبيلها، ولا تلتفتي لنُصح الشيطان أنك حسنة النِّيَّة، فالواجبُ على المسلم الابتعادُ عما يجرُّه للرذيلة مِن المثيرات، ويستبرئ لدينه وعِرضه.


ثالثًا: كلما بادرتِ بالإقلاع وأسرعتِ، واقتصرتِ على حدِّ الاعتدال؛ كانت النتيجةُ أسرع في تحقيق الاستقامة، والإقبال على اللهِ.


رابعًا: ابتَعدي عن تلك الفتاة قدْرَ المستطاع، وخُذي نفسك بالحزْم، وكفِّي عن متابعة أخبارها، أو تبادُل الرسائل والصوَر، وتقليل اللقاءات والمكالمات، كما يجب عليكما أن تتصارَحا، وأن تضعا حدًّا لعلاقتكما.


خامسًا: تيقَّني أنك متى توكلْتِ على ربك حق التوكُّل، وأحسنتِ الظن به، فسوف يَكفيك كل ما أهَمَّك وأغمَّك؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، فلا لَذَّة ولا سرور إلا في الصلة به ومناجاته، وأن كل محبوب دون الله عائق في السَّير إليه، ولذلك كان مَن ابْتُلِيَ بالعِشق فبسبب نقص محبته لله وحده، بخلاف مَن قام بقلبِه خشية الله، فإنها تقهر الشهوة، وكذلك حب الله يغلبها أيضًا، والإخلاص يمنع من تسلُّط الشيطان؛ كما قال تعالى عن الكريم بن الكريم بن الكريم: ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف: 24].


والذي يظهر أيتها الابنة الكريمة أنَّ حبَّكما ليس حبًّا لله، ولا مِن أجْل الله تعالى، بل حب للشهوة، فاحذري أن تدخُلا في قوله تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]، والنجاةُ مِن هذا بتحقيق الإخلاص لله تعالى بكثرة أعمال السِّرِّ، وعدم تقديم حبِّ أحد على رضاه سبحانه؛ فإنَّ ((مَن التَمَس رِضاء الله بسخط الناس كفاه الله مُؤنة الناس، ومَن التمس رضاء الناس بسخط الله، وكَلَهُ الله إلى الناس))، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكلما كان القلبُ مُحبًّا لله وحده، مُخلصًا له الدِّين - لم يُبتَلَ بحبِّ غيره، فضلاً عن أن يُبتلى بالعِشق.


سادسًا: الحذَر الحذَر أيتها الابنة الفاضلة مِن أن يستهويكما الشيطان، ويأخُذكما إلى طريق المهالك بدعوى المحبَّة، وليكنْ تعلُّقك بالله، وفي طاعة الله، فإنَّ الشيطان يتربَّص بالمؤمن كل لحظة ليُغْويه، فإنْ ظفر الشيطان بكما فإنه يُحَقِّق أعظم أمانيه، فيكون قد فوت عليكما أجر الحب في الله، ويكون قد أَضَلَّ فتاتين عابدتيْن نابهتين، ومن ثَم فلا تستسلمَا له، واقهراه بالمجاهدة ومُخالَفة هوى النفس.


سابعًا: استحضري مراقبة الله لك، واطِّلاعه عليك، ونظره إليك في كل وقت، فذلك أقربُ لأن تستحيي منه وتُعَظِّميه.


ثامنًا: لا تَتَرَدَّدي في قَطْع علاقتك بالفتاة كليًّا إن شعرتِ منها بالاسترسال في العِشْق، وعدم الاستجابة والتغيُّر للأفضل، وفي تلك الحال يكون العلاجُ الناجع البُعد عنها تمامًا؛ لأنَّ اجتماعكما في مكان واحدٍ يُؤدِّي إلى وقوع المنكر، فيكون الواجبُ عليكما ألا تجتمعَا أبدًا حتى لا يقعَ المنكر.


تاسعًا: تأمَّلي كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في العبودية (ص: 87-91): "... فَإِنَّ أسْرَ القلب أعظم مِن أسْرِ البدَن، واستعبادَ القلب أعظمُ مِن استعباد البدَن، فإنَّ مَن استعبد بدنه واسترق وأسر لا يُبَالِي إذا كان قلبُه مستريحًا من ذلك مطمئنًّا، بل يمكنه الاحتيال في الخلاص، وأمَّا إذا كان القلبُ - الذي هو ملك الجسم - رقيقًا مُستعبدًا مُتَيَّمًا لغير الله، فهذا هو الذلُّ والأسرُ المحض والعبودية الذليلة لما استعبد القلب.


وعبوديةُ القلب وأَسْرُه هي التي يترتَّب عليها الثوابُ والعقابُ، فإنَّ المسلم لو أسرَه كافرٌ، أو اسْتَرَقَّه فاجرٌ بغير حقٍّ، لَم يَضرَّه ذلك إذا كان قائمًا بما يقدر عليه من الواجبات، ومن استعبد بحقٍّ إذا أدى حق الله، وحق مواليه، فله أجران، ولو أُكره على التكلُّم بالكفر فتكلَّم به وقلبه مُطمئن بالإيمان لَم يضره ذلك، وأما مَن استعبد قلبه فصار عبدًا لغير الله، فهذا يَضُرُّه ذلك، ولو كان في الظاهر ملك الناس.


فالحريةُ حُريةُ القلب، والعبودية عبوديةُ القلب، كما أن الغنى غنى النفس؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ليس الغنى عنْ كثرة العرَض، وإنما الغنى غنى النفس)).


وهذا لَعمرو الله إذا كان قد استعبد قلبَه صورةٌ مباحة، فأما من استعبد قلبه صورة محرمة - امرأة أو صبيٌّ - فهذا هو العذابُ الذي لا يُدانيه عذابٌ.


وهؤلاءِ عُشاقُ الصوَر مِن أعظم الناس عذابًا، وأقلهم ثوابًا، فإن العاشقَ لصورةٍ إذا بقي قلبه متعلِّقًا بها، مستعبدًا لها، اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لا يُحصيه إلا ربُّ العباد، ولو سلم من فِعل الفاحشة الكبرى، فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة أشدُّ ضررًا عليه ممن يفعل ذنبًا، ثم يتوب منه، ويزول أثره من قلبه.

 

وهؤلاء يشبَّهون بالسكارى والمجانين، كما قيل:


سَكْرَان: سُكْر هَوًى، وَسُكْر مُدَامَةٍ
وَمَتَى إفَاقَةُ مَنْ بِهِ سَكْرَانِ

وقيل:


قَالُوا جُنِنْتَ بِمَنْ تَهْوَى فَقُلْت لَهُمْ
الْعِشْقُ أَعْظَمُ مِمَّا بِالْمَجَانِينِ

الْعِشْقُ لَا يَسْتَفِيقُ الدَّهْرَ صَاحِبُهُ
وَإِنَّمَا يُصْرَعُ الْمَجْنُونُ فِي الْحِينِ