قبل 31 عاما من الآن وقعت واحدة من أولى جرائم التحرش والاغتصاب التي كانت غريبة على المجتمع المصري ووقعت داخل أكبر مدن القاهرة وأكثرها ازدحاما "ميدان العتبة".
الأتوبيس رقم 17
داخل الاتوبيس رقم 17 في نهار رمضان عام 1992 انتهك 4 ذئاب بشرية جسد فتاة على مرأى ومسمع من مئات الأشخاص دون أدنى رد فعل منهم وتحول الأمر حينها لقضية رأي عام أطلق عليها “اغتصاب فتاة العتبة”.
تلك الجريمة التي صنفت جريمة اغتصاب جماعي بدأت تفاصيلها عندما ذهبت الفتاة المجني عليها وتدعى شاهيناز للعتبة مع شقيقتيها الصغيرتين ووالدتها، لشراء ملابس العيد ثم وقفت الأربع سيدات في انتظار أتوبيس رقم 17 المتجه لبولاق الدكرور، كانت شاهيناز آخر الصف الصاعد إلى سلم الأتوبيس، فقد حرصت والدتها على أن تكون شقيقاتها الصغيرات قبلها، لكن عند الصعود شعرت بتحرش بها من الخلف بواسطة شاب، حاولت الإفلات منه وذهبت للصعود من السلم الآخر في نهاية الأتوبيس، لكن الجاني تتبعها وجذبها من ملابسها فسقطت على ظهرها في الشارع وسط الميدان المزدحم.
اغتصاب جماعي
فوجئت الفتاة العشرينية، بأربعة أشخاص، اثنين منهما يثبتونها من ذراعيها، وآخرين عند قدميها، مزق الجناة ملابسها وسط الشارع، وأصبحت عارية تماما من جزئها السفلي بينما تمتد يد الجاني لتطال مناطق عفتها، لم تكف شاهيناز عن الصريخ لطلب النجدة، حينها شعرت والدتها باختفائها وذهبت للبحث عنها، وما إن شاهدت ابنتها حتى ظلت تصرخ هي الأخرى طالبة النجدة.
سقوط الذئاب
تعالي الصرخات، دفع أمين الشرطة صلاح الدين حلمي، للذهاب لمكان التجمع وضرب طلقتين في الهواء، ما جعل الناس تنفض من حول الضحية وتمكنت شاهيناز من الإمساك باثنين من الجناة، وقبض عليهما أمين الشرطة، ثم تركهما عهدة مع المارة وذهب للقبض على الاثنين اللذين فرا هاربين، وهو ما دفع وزير الداخلية آنذاك اللواء محمد عبدالحليم موسى لإعطائه مكافأة قدرها 1000 جنيه لضبط الجناة.